[center][img][/img]
فى هذا العصر نتطلع إلى النجاح ومزيد من النجاح فطموحاتنا وتطلعاتنا أكبر ولهذا نضغط على أنفسنا إلى حد المرض، وإذا كان الأب والأم يعانيان من التوتر فى حياتهما، فسينعكس هذا المزاج على الأطفال فى المنزل وتصبح العصبية والتوتر من طباعهم.
عندما تصاب بالتوتر يفرز الجسم كمية كبيرة من الأدرينالين والكورتيزول ما يجعلك تشعر بفيضان من المشاعر، والتى قد تسبب فى بعض المواقف ردود أفعال أكبر مما يقتضيه الموقف.
القلق والهموم فى العمل أو المعاش هى الأسباب الرئيسة التى تسبب التوتر والإجهاد النفسى.
السيدات أكثر عرضة إلى الاكتئاب والقلق فى حال وجود ضغوط، فإذا طالت هذه الضغوط تتضاعف مخاطر الإصابة بمرض سرطان الثدى عند النساء.
بصفة عامة الناس الذين يواجهون ضغوطًا نفسية قوية وعنيفة معرضون للموت بسبب مشكلات قلبية.
كما يكون التأثير قويًا على جهاز المناعة وعدم النوم بشكل طبيعى.
يذهب الرجال والنساء فى حالة التوتر والإرهاق النفسى إلى تفريغ هذه الشحنة والشعور بالراحة بالتهام كميات من الطعام، أو شرب المشروبات الكحولية أو تدخين السجائر؛ مما يضع عبئًا ثقيلاً على جسم الإنسان.
الرياضة، هى أحد الحلول العظيمة للتغلب على التوتر والضغوط النفسية،
إذا كانت هذه هى حالتك النفسية عند عودتك من العمل، فلن تكون مفيدًا لعائلتك، فلماذا لا تذهب إلى حمام السباحة مثلاً بدلاً من ذهابك إلى المنزل مباشرةً وتسبح لمدة 30 دقيقة وتجعل الأكسجين يتسلل إلى جسدك المنهك؛ بحيث تتنفس بسهولة وبصورة أفضل، وعندما تعود إلى المنزل ستشعر بالاسترخاء والراحة والاستعداد لقضاء بعض الوقت مع عائلتك وتكون مستريحًا فى نومك، من كل هذا ستحصل على الطاقة والتوازن اللذين يعينانك على واجبات اليوم التالى.
كن عونًا لجسدك عن طريق:
- شرب العصائر الطازجة.
- خذ فترات للراحة خلال اليوم.
- تناول الطعام الصحى القليل الدسم.
- اذهب إلى جلسات المساج إذا استطعت.
- امض الوقت على الشاطىء أو فى الحدائق.
- شرب كميات كبيرة من المياه مع الإقلال من القهوة والمشروبات الغازية.
وقد ساد فى السنوات الأخيرة ميل واسع لدى الناس فى جميع أنحاء العالم نحو التداوى بالأعشاب، باعتبار أن ذلك يعد وسيلة آمنة وفعالة للقضاء على الأمراض وبدون أن تترك آثارًا جانبية غير محمودة، ولكن هذا التوجه لا يخلو من بعض المبالغة؛ حيث إن بعض العاملين فى مجال التداوى بالأعشاب أخذوا ينسبون صفات علاجية لأعشاب معينة هى منها براء وهدفهم من كل ذلك هو تحقيق الربح السريع، مستفيدين من عزوف الناس عن العلاجات الحديثة ونزوعهم إلى الأدوية المستمدة من الطبيعة.
وفى خضم هذا الإقبال الشديد على الأدوية المستمدة من الأعشاب الطبية، أغفل الكثيرون البحث عن بدائل طبيعية أخرى، ولكنها أكثر فاعلية من الأدوية الصناعية والطبيعية.
وقد أثبتت التجارب السريرية أن مفعول بعض الأعشاب لا يختلف كثيرًا عن مفعول المهدئات بالنسبة لبعض الأعراض المرضية كالاكتئاب على سبيل المثال، ففى إحدى هذه التجارب، التى أجريت سنة 2003م، تبين أن مفعول نبات المريمية فى علاج الاكتئاب الحاد لم يكن أفضل من تأثير الحبوب المهدئة التى لا تحتوى على مادة فعالة.
كما أثبتت إحدى الدراسات إن العقار زولوفت، وهو من أشهر الأدوية التى توصف لعلاج الاكتئاب، لم يعط مفعولاً أفضل من مفعول الحبوب المهدئة، ولكن هذه الدراسة لم تحظ بالكثير من الاهتمام.
وفى الحياة الحقيقية، لا يتناول الناس عشبة القديس يوحنا لعلاج الاكتئاب الحاد، وإنما يستخدمونها لعلاج الحالات الطفيفة والمتوسطة.
ومن جهة أخرى، يعتبر زولوفت سلاحًا قويًا فى الحرب الدائرة على الأمراض العقلية.
ولأسباب منطقية، فإن الكثيرين من الناس يحملون تساؤلات حول فعالية الأدوية المتعلقة بالطب النفسى، بالإضافة إلى مخاوفهم من آثارها الجانبية والإفراط فى استخدامها وبخاصة لدى الأطفال، وقاد هذا العديد من المستهلكين إلى البحث عن علاجات بديلة، لم تحظ غالبيتها بعد التجارب السريرية التى تستحقها، ولكن من الممكن القول أن الكثير منها يعمل لأسباب واضحة، وبعضها بسيط للغاية لدرجة أن الأطباء النفسيين غالبًا ما يتجاهلونها، وكذلك يفعل علماء النفس والباحثون.
والأشخاص الذين يمارسون تدريبات الإيروبيك لمدة 30 دقيقة خمس مرات فى الأسبوع تنقص أوزانهم مرتين عن عديمى الحركة، أيضًا يلعب التوقيت خلال اليوم دورًا فى حرق الدهون، جلسة تمرينات جيدة قبل 12 ساعة من تناول وجبة غذائية قد تخفض تأثير محتويات الدهون فى وجبة الغذاء بنسبة 50% حتى التمرينات لمدة ساعة قبل تناول الطعام تحرق 40% من الدهون الموجودة فى الطعام.
المدهش، أنك تستخدم 5 % فقط لو كانت التمرينات بعد الأكل.
خذ تمرينات الإيروبيك على سبيل المثال، فهى ليست علاجًا فعالاً وآمنًا للاكتئاب فحسب، وإنما لها أيضًا الكثير من الفوائد الصحية الأخرى من تحسين أداء الأوعية الدموية للقلب ووظائف جهاز المناعة إلى ضبط وزن الجسم، وتعمل تمرينات الإيروبيك من ناحية عن طريق تحفيز الجسم على إطلاق الأندورفين، وهو نوع من مضادات الاكتئاب التى تصنع فى المخ، وتعمل هذه المادة على معالجة ومنع الاكتئاب لدى الأشخاص المعرضين للإصابة به.
ومن أجل الحصول على النتائج المثلى يُنصح بممارسة تمرينات الإيروبيك لمدة 45 دقيقة بمعدل خمسة أيام فى الأسبوع، وأى نشاط من شأنه أن يزيد من ضربات القلب ويسرع من التنفس سيكون له مفعول على الاكتئاب.
ويعد المشى جيدًا ... إذا مارسته بسرعة كافية أو تضمن شيئًا من الصعود، والتدخل البسيط الآخر الذى أوصى به غالبًا هو النشاط التنفسى، وضبط التنفس يعتبر أقوى أسلوبٍ وجدته لتخفيف القلق، حتى فى أسوأ حالاته عندما يكون على شكل اضطراب حاد.
إن العقاقير التقليدية تعمل على تثبيط القلق ولكنها تسبب فى الغالب آثارًا جانبية كبيرة وشكلاً من أشكال الإدمان.
ومن الصعب على الإنسان أن يصاب بالقلق طالما إنه يتنفس بعمق وروية وهدوء وبانتظام، وبالعمل على هذه المزايا فى الجهاز التنفسى، يستطيع الإنسان أن يطور أسلوبًا عمليًا لمنع أو تقليص نوبة القلق.
وتعد تمرينات التنفس المستقاة من رياضة اليوجا أكثر فاعلية من غيرها من التمرينات، ومع التمرين يعمل ضبط التنفس على تهدئة الجهاز العصبى، وهذا لا يؤدى فحسب إلى تثبيط القلق وإنما أيضًا إلى تخفيض ضغط الدم وإبطاء نبض القلب وتحسين الدورة الدموية والجهاز الهضمى ويساعد كذلك على حماية الجسم من الآثار المدمرة للتوتر.
يعد ضبط التنفس عنصرًا طبيعيًا فى التأمل، لأن أبسط أساليب التأمل تتلخص فى التركيز على التنفس، ومن حيث الجوهر، فإن التأمل لا يعدو كونه وعيًا مركزًا وعلى الرغم من أنه يمكن أن يستخدم كأسلوب للاسترخاء، إلا أن قيمته الكبرى تكمن فى كونه أسلوبًا لإعادة هيكلة المخ من خلال كسر الأنماط التقليدية المعتادة فى التفكير وزرع بذور التوازن فى مواجهة التقلبات المزاجية.
ومع مرور الوقت يمكن أن يقدم فوائد جمة للصحة العقلية، مثل: التخلص من القلق - التخلص من الاكتئاب العادى - تحسين النوم - زيادة المقاومة للتأثيرات المزعجة على التوازن العاطفى.
كما أن التأمل أثبت أنه أسلوب فاعل فى تحضير المرضى للعمليات الجراحية.
ومن بين الوسائل العلاجية الغذائية للاضطرابات الذهنية تناول الأحماض الدهنية المعروفة باسم أوميجا 3، وهى الدهون الخاصة التى توجد فى الأسماء التى تحتوى على الدهون، مثل: السردين - الجوز - فول الصويا - بذور الكتان - القنب - البيض.
إن طبيعة الحياة اليومية السريعة وحياة المكاتب والزحام والضجيج ... وغير ذلك من العوامل التى تجعل من الضغوط النفسية تزداد اطرادًا سواءً فى المنزل أو فى الشارع أو فى العمل.
ولهذا تزداد إصاباته بالأمراض المختلفة التى باتت تعرف بأمراض العصر كأمراض القلب والأوعية الدموية والأورام وغير ذلك من الأمراض التى تهدد حياة الشخص وتؤدى لوفاته المبكرة.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الضغوط النفسية، خصوصًا الناجمة عن العمل تعد من أهم الأسباب التى تؤدى للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إذ إن تلك الضغوط اليومية يرافقها أيضًا اضطراب النوم وعدم أخذ قسط كافِ من الراحة اليومية.
ونقص التغذية وقلة الحركة، وزيادة التدخين وتناول المنبهات وجميع هذه العوامل تساهم فى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والبدانة، ولهذا ينصح خبراء الصحة العامة بضرورة التغلب على التوتر والعوامل المؤهلة لحدوثه.
فكما هو معروف بالرغم من أننا لا نستطيع أن نتجنب الأحداث التى تحدد اتجاه حياتنا، ولكننا نستطيع إزالة التوتر والقلق والتغلب عليه بالاسترخاء الذى يسمح بتعديل ردود الفعل إزاء العوامل الغذائية الخارجية والتخلص بشكل تدريجى من العوامل المؤهلة لحدوث التوتر.
اتمنى ان يستفيد الجميع لنحافظ على صحتنا
تقبلوا تحياتي